
إصنع لنفسك نظاماً لتصبح حياتك أكثر إنتاجية
واحدة من أعظم مهاراتي وربما موهبتي الوحيدة في وقتٍ مضى كانت أن أوجد العذر المناسب لإرجاء وإخماد الأمور التي يجب القيام بها مثل المذاكرة، ممارسة الرياضة، وغيرها من المهام اليومية التي لابد وأن تجعل من كل فرد شخصاً أفضل. وكان السبب الحقيقي وراء كل تلك الأعذار: أنني ببساطة لا أحب عمل هذه الأشياء ليس إلا
“لم أذهب إلى الجيم اليوم لممارسة الرياضة، حسناً سأذهب غداً، أو ربما بعد الغد”
“لا لا لماذا يدق هذا المنبه الآن! لا بأس سأضغط على زر الغفوة فأنا مازلت بحاجة إلى بعض الراحة”
“لقد فوت إحدى مهامي اليوم كان لابد أن أقوم بها! لا داعي للقلق فلم يكن أمراً مهم”
المماطلة والتسويف كانا دائماً أصحاب المعركة القائمة بداخلي، ولكن المقاومة والتخلي عن هذه المماطلة يبدو أن لها عواقب أكبر من مجرد أنني فوّت تمريني صالة الألعاب الرياضية أو أنني على وشك تخطي الموعد النهائي لتسليم مهمةٍ ما
منذ تقريبا 6 سنوات، حاولت أن أتبع شغفي بأن أصبح رائد أعمال وأحوز عملي الخاص: لذا قمت ببعض أعمال الكتابة الحرة على المواقع الإلكترونية ولبعض الناشرين المحليين، قمت ببناء بعض المواقع، روجت لمحتوى وصممت مشروعات رسومية، والكثير من هذا القبيل. لكن برغم كل ما بذلت في تلك الفترة وربما يجدر علي القول “برغم الوقت الذي أضعته” فلم أكن أرى النتيجة التي أردتها على الإطلاق. لماذا؟ ربما لأنني لم أستطع أن أرغم نفسي على هذا العمل المتعب والمشتت، أو تلك المهام المملة والغير مرضية التي تصاحب هذا النوع من الأعمال. بطريقتي الخاصة، كنت أهرب من هذه الأشياء بحجة أو بأخرى، نعم فلما لا أتصفح الانترنت قليلا؟ أو ربما أخرج لأتناول القهوة مع بعض الأصدقاء؟ مرة أخرى
هذه كانت -بدرجةٍ ما لا تزال- حياتي اليومي. في الفترة الحالية أعمل على تأليف كتاب خاص بالرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي والذي هو مجال عملي الحالي، الكتابة ليست بالسهولة التي قد يتخيلها البعض، ولكني أواصل المضيّ قدماً في رحلتي مع هذا الكتاب بجانب كتاباتي اليومية المختصرة! فقط لأني تعودت على هذا النوع من المهام اليومية: أنا فقط أتحرك فيما أنا قائم به وأنجزه بقدر محدد كل يوم، أو حتى كل أسبوع. الفرق الوحيد بين حياتي منذ 6 سنوات وحياتي اليوم هو أنني الآن لدي نظام
إليك ما أقصده تحديداً، إذا إردت العمل بإنتاجية كبيرة و(حقيقية) بالطبع لما يمكنك الإعتماد بشكل أو بآخر على التطبيقات أو المساعدات الشخصية والتقنيات الحديثة. يمكنك أن تثق بي، لقد أجريت تجربتي الخاصة على الكثير منهم، أنت بحاجة إلى تطوير نظاماً مستداماً لك، والذي هو مجموعة من الإجراءات والممارسات التي تشكل ماهية وأساس عملك -الذي نطلق عليه مجازاً: الروتين– والآن دعني أخبرك ببعض الأسرار عن نظامي الخاص، على النحو التالي
أحاول القيام ببعض تمرينات الصلابة العقلية كل يوم، أو على الأرجح 4 أيام في الأسبوع. لقد اعتدت أن أتجاهل عقلي ولم أثق في غرائزي كثيراً وبالتالي كنت أقضي وقتي في الـ “أوفر ثينك” لذا بدأت بالقراءة في بعض الموضوعات المتعلقة مثل التأمل ورزانة العقل والبرجماتية ومن بعض هذه الكتب:



Mindfulness
A Practical Guide to Finding Peace in a Frantic World
2011
Mark Williams
and Danny Penman
أقوم ببعض التمرينات البدنية يومياً، لقد تعودت على هذا، حتى أنني إن لم أتمرن اليوم فسأفقد التركيز والثقة والطاقة اللازمة لإتمام مهامي اليومية، وبالطبع لا يهم إن كنت أذهب إلى صالة ألعاب رياضية بل يكفيي فقط بعض التمرينات البسيطة التي يتحرك فيها كل مفصل لديّ. تذكّر أن التغلب على شعور المماطلة يبدأ قبل المواجهات التي تنشأ بداخلك لاتخاذ قرار أنك “تريد حقاً أن تفعل هذا” فأنا لا أظن أن الجنود تذهب إلى الحرب بلا تدريبات، ما رأيك أنت؟
لدي مجموعة من العادات اليومية، مثل أن أتصفح آخر الأخبار سريعاً، أحتسي قهوتي الخالية من السكر، أستمع إلى واحدة من أغنياتي المفضلة للعندليب الأسمر ثم أتبعها بأغاني (إديث بياف)، وأطّلع على آخر تحديثات تطرأ على مجال عملي. حسناً، أنا لا أستهلك أو أهتم بمعلومات أو أحداث لا فائدة لي منها، تعلمت ذلك من أحد الأصدقاء الذي لم يعد يحادثني منذ فترة. كدت أنسى، الأصدقاء، تأكد أنك تتواصل يومياً مع أصدقائك عائلتك وأصدقائك المقربين، التواصل الإنساني وصلة الرحم شيء عظيم جداً ويؤثر في النفس. كل هذه العادات تبقيني على قيد الحياة ولا أفقد إحساسي باليوم وأكتسب منها طاقتي وثقتي في نفسي لأقوم بالعمل وأذهب لأقول للمتدربين: “اليوم، سندرس كذا وكذا…” وهو ما يساعدني على النوم بنظام أيضاً، كما ورد في مقالتي السابقة المتعلقة بالنوم
لديّ طريقة ما في تقسيم مهمة كبيرة إلى قطع صغيرة يمكن إنجازها بسهولة، على سبيل المثال أنا اكتب الآن كتابي الخاص في تعلم إدارة الحواسيب ليكون مرجعاً وكتاباً تعليمياً للدارسين في الدورات التدريبية الخاصة بالكمبيوتر، بالطبع مهمة تأليف كتاب ليست سهلة، ولكني أحاول تعيين وقت محدد يومياً لكتابة شيء ما حتى لو كانت صفحة واحدة. هذا يساعدني على إنجاز الأمور
كما لاحظت، ليست كل هذه الأمور التي أزعم أنها نظامي الخاصلها علاقة مباشرة بالعمل. لا بأس، ولكن النظام برمته يأخذني إلى المنطقة الآمنة التي فيها أقوم بإتمام أعمالي، إن النظام يجعلني شخص منضبط، لذا حين أجلس على حاسوبي لأقوم ببعض الكتابات فأنا أضع جانباً كل ما قد يشتت تفكيري ويحط من عزيمتي، أنا أكتب بالفعل، ولا أتظاهر بذلك
السطور الأخيرة
أنت وأنا دائماً ستكون بداخلنا الرغبة للماطلة والتسويف وتأجيل الأمور الهامة والعاجلة، إننا بشر يا صديقي فلا تنزعج كثيراً، لكن إذا كان لديك النظام الصحيح والروتين اليومي المرتب فيمكنك أن تصبح أكثر إنتاجية. ثق فيما سأقول الآن: “كافح من أجل أن تصنع اليوم عظيم، لا غداً” .. إليك اقتراح لنظام بسيط جداً
ـ استيقظ مبكراً قبل أن تذهب إلى العمل أو الجامعة بساعتين
ـ لا تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو تتفقد إشعاراتك
ـ صلي إن لم تكن أديت فرض الفجر في وقته
ـ تناول فطور خفيف مع مشروبك الصباحي المفضل
ـ الآن تفقد هاتفك من إشعارات وقم بالرد على رسائل أصدقائك
ـ أكتب على تويتر أو واتساب: “صباح الخير” حتى تسجل حضورك
ـ إذا كان لديك أعمال خاصة فهذا الوقت الأفضل لها
ـ إن لم يكن لديك شيء تنجزه في قائمة مهامك اليومية .. اقرأ
ـ إذهب الآن إلى عملك أو جامعتك .. واستمتع بالتواصل مع الأشخاص
ـ حسناً .. إنه وقت الغداء .. ما رأيك أن نقلل من كمية النشويات اليوم؟
ـ تالآن .. حان وقت الموسيقى .. احرص على سماع مقطوعة كلاسيسكة
ـ لا بأس من كوب شاي دافئ
ـ خصص ما لا يقل عن 3 ساعات للعمل أو الدراسة أو إنجاز أمورك الخاصة
ـ أنصح باستخدام طريقة الطماطم!! لتنظيم وقتك
ـ لديك ساعتين تقريباً .. يمكن أن تخرج قليلاً مع الأصدقاء
ـ أو يفضل أن تجلس مع عائلتك أمام التلفاز .. تناقشوا قليلاً
ـ قم بضبط المنبه إلى ساعتين مبكراً قبل العمل أو الجامعة .. واخلد إلى النوم
وهكذا
قم بتطوير نظامك الخاص .. هذا مجرد مثال
أخبرني بروتينك الشخصي هنا .. لا تقلق بشأن خصوصيتك